كنت أول المطالبين بالإفراج عن حسني مبارك ومازلت وذلك لكبر سنه ولأنه في رأيي قد نال من العقاب ما يكفي من إذلال ومهانة وحبس أبنائه ومضايقة زوجته. و يحلو للإخوان المسلمين سرد موضوع أني قد تأثرت وبكيت علي حبسه.. وحقيقة الامر أني وان لم أبك الا أني بالفعل تأثرت من ان رئيس مصر يدخل علي نقالة الي السجن في منظر مهين... ً عزيز قوم ذل ً و لقد تربيت علي احترام الكبير ومد يدي للمجروح.. وهو شئنا ام أبينا كان رئيساً لمصر قرابة الثلاثين عاما..أصاب ما أصاب وأخطا ما أخطأ. اما رؤيته في هذا الوضع فلا تسر كان مهما لهذه المقدمة حتي ادخل في صلب موضوع هذا المقال وهو محاولة دفاع الرئيس طمس ثورة ٢٥ وتشويهها ومحاولة تصويرها بأنها مؤامرة وكارثة واستمرار بعض المتهمين في دفاعهم في تصويرها بالمؤامرة العالمية والمخطط لها من قوي خارجية اجنبية وداخلية أهمها الاخوان المسلمون.  والحقيقة تتمثل ان النظام في مصر كان يحكم بنظام الحزب الواحد.. حزب المحاسيب والمنتفعين  بلا عقيدة ولا انتماء.. يزعم عضوية خمسة ملايين لم نر منهم احدا وانهار النظام تحت سمعهم ونظرهم ولم يحركوا ساكنا ولقد نزل الشعب بكل طوائفه بعد ثلاثين عاما من حكم الفرد لكي يطالب بحريته وبأبسط حقوقه من ديمقراطية وحرية وعدالة... ويعترض علي حكم الفرد وتزوير إرادته في انتخابات مصطنعة تم تزوير نتيجتها وقفل اخر منفذ للتنفس والحرية... لم تكن هناك مؤامرة... كانت هناك نتيجة محتمة لكل هذه الأسباب السابق ذكرها. عيب أن يظلموا شباباً طاهراً نقيـاً نزل لمطالب حقيقية وبضمير خالص و لقد رأيت بنفسي نوعية الشباب وجموع الشعب في الميدان كانوا شبابا طاهرا قويا وطنيا يحلمون بالديمقراطية والحرية أسوة ببلاد العالم الحر ،،، لا يحركهم احد ولا يقودهم احد... اما الأخوة من الإخوان المسلمين فلم يظهروا لأنهم كعادتهم اتفقوا مع النظام كما أكد وزير الداخلية في شهادته أمس ً.. ولم يقرروا الانضمام الا بعد ان تأكدوا من نجاح الثورة فنزلوا واستغلوا ان الشباب لم يرد الدخول في معترك السياسة ولم يكن لهم قائد وسرقوا الثورة وحاولوا لوي الحقائق والكذب كعادتهم  أنهم صناعها. و عيب علي قوي ما قبل  ٢٥ يناير ولن استخدم لفظ فلول لانه تم إساءة استخدامه، عيب ان يظلموا شبابا طاهرا نقيا نزل لمطالب حقيقية وبضمير خالص. كما انه عيب علي دفاع الرئيس اللجوء الي هذا المخطط لانه لن يفيده بل سيزيد من قناعة الناس انه ليس ببريء. لم نكن وحدنا الذين نعاني من حكم الفرد والديكتاتورية، ففي تونس بلد شرارة الثورة وليبيا كان الحكام يحكمون بالحديد والنار ويتعاملون مع بلدانهم كأنها عزبة خاصة ويحكمون بالحديد والنار واستغلوا خوف شعوبهم من  الاسلام السياسي والذي ثبت انه كان في محله في الترويع والتخويف لكي يقبلوا بحكامهم.. وكما تعلمون لم يفلح هذا المسعي فخلعهم الشعب ومن أعقبهم من الاخوان المسلمين موضحين انهم لن يرضوا عن الحرية بديلا. و اثبتوا بذلك أنه لا ثورة ٢٥ يناير مؤامرة ولا  ً٣٠ يونيو مؤامرة بل ثورة من اجل الحرية وضد الديكتاتورية سواء   حتي لو كانت ديكتاتورية دينية من تنظيم استخدم الدين للضحك علي البسطاء وتدين الشعب المصري. ان محاولة طمس الحقائق وتزييف التاريخ لن تجدي وأفضل للجميع الاعتراف بأخطاء الماضي لأننا لن نستطيع ان نبني مستقبلا الا بالمصالحة والمصارحة بالحقائق... وفقنا الله جميعا من اجل هذا البلد الجميل.